الصفحة الرئيسية  رياضة

رياضة في الافريقي: رئيس اللجنة القانونية وخطاب "الكلاش للسواحليّة"...

نشر في  28 فيفري 2015  (12:07)

قد يكون من الأجدى اعلاميا ورياضيا في مثل هذا الظرف الراهن، السعي قدر المستطاع الى ترييض الأجواء قبل موعد حاسم ينتظره غدا عشاق كرة القدم التونسية بمختلف ألوانهم وأطيافهم وانتماءاتهم ويتعلّق ب"كلاسيكو" الجولة الثالثة ايابا بين النادي الافريقي والنجم الساحلي في سباق الصدارة نحو لقب البطولة الوطنية لكرة القدم، غير أن بعض النشاز والسقطات المرتكبة تدفعاننا قسرا الى الخوض في مسائل هي جانبية في الظاهر بيد أنها تبقى وثيقة الصلة ب"حمى القمّة" التي ضربت منذ أيام في انتظار انطلاق الرسميات مع صفّارة الحكم محمد أمين بالناصر..
محور الجدل تمثّل هذه المرة في شخص نبيل السبعي..وهو اسم قد لا يعني الكثير لغالبية الملاحظين من الجمهور الرياضي بتونس..ولكن الأقدار حملته بطريقة أو بأخرى الى منصب رئيس اللجنة القانونية وكذلك عضو الهيئة المنتخبة في جمعية كبيرة وعريقة قولا وفعلا اسمها النادي الافريقي..
السيّد المذكور، وكما يقول المثل الفصيح: " صمت دهرا ونطق كفرا" باقدامه على نشر تدوينة فايسبوكية في صفحته الخاصة بالموقع التواصل الاجتماعي المذكور، بدأها باستعارة من تدوينة زميله المحامي أنس بن مالك وهو بدوره كان رئيسا للجنة الانتخابات في النادي الافريقي وانتهت صلاحياته باعادة انتخاب سليم الرياحي رئيسا للافريقي..وان كان "الماتر" بن مالك من المقرّبين الى بلاط الحكم ومن المعروفين لدى "شعب الافريقي".
هذا الأخير كان نبّه في تدوينته جماهير الافريقي الى خطر كبير محوره أغنية "فيراج" تتردّد بقوة في استعدادات الأنصار لكلاسيكو الأحد، وحسنا فعل بن مالك لأنه قال بصريح العبارة ان أهزوجة الفيراج تتضمن "كلاش للسواحليّة" ولا طائل من مزيد اشعال الأجواء بترديدها..
الى حد هنا سارت الأمور على أفضل شاكلة وهذا المطلوب من رجل قانون وأكاديمي، لكن دخول السبعي على الخطّ بعثر الأوراق، اذ أعاد نبيل السبعي رئيس اللجنة القانونية نشر التدوينة مبديا اعجابه (بتهكّم طبعا) بما قاله زميله أنس، وواصل في لهجته الساخرة ليقول انه حريّ بجمهور الافريقي أن يغنّي في مدرّجات رادس للبناني ايلي شويري (ياناس حبّوا الناس الله موصّي بالحبّ)..ولكم أن تتخيّلوا طبعا حجم التفاعل مع تحريضه الضمني لأنصار الافريقي على مخالفة ما أوصى به بن مالك..وهذا ما جعل الأخير يحيد عن خطه المستقيم منذ البداية بما أنه (أي بن مالك) عاد ليعلّق على السبعي بخطّ عنوان أهزوجة مقيتة تستهدف جهة الساحل وغالبا ما خلّفت ردّا غاضبا من المتعقلين في رياضتنا...
السبعي..وعن جهل بظرف البلاد المحتقن على ما يبدو، تخلّى عن جلباب رجل القانون الهادىء الرصين وتقمّص دورا قد لا يأتيه حتى لطفي زيدان وفؤاد ولد عمارة وغيرهما من مشاهير مدرّجات الافريقي بخطّه كلاما يقطر جهوية مقيتة وتجييشا للأنصار، ومن الضروري على رجلي القانون (ولو باختلاف حجم الخطأ بينهما) أن ينتقيا كلامهما تفاديا لمزيد سكب البنزين على النار في وقت مللنا فيه تقسيم البلاد الى شمال وجنوب وغرب وساحل ووسط، فكلّنا تونسيون..ولا يمكن لمجرّد جلد مدوّر منفوخ بالهواء أن يزيد في تفرقتنا بمثل وصايا هؤلاء القادحين في نيران آثمة..
نحمد الله أن السبعي وأمثاله لا يمتلكون الكثير من النفوذ..وأن شعب الافريقي يعدّ مرجعا في تأثيث المدارج..وهو يدرك أن نصرة "الجمعية" ودفعها نحو الانتصارات لن تكون بمثل هذه التصرّفات الصبيانية المقيتة..والّا لحصلت الكارثة..طبعا على أمل أن يتدارك رئيس اللجنة القانونية حساباته ويتخلى عن مثل هذه السقطات "الفايسبوكية"...


طارق العصادي